بكين 2008ستسلط الأضواء خلال الفترة من الثامن وحتى الرابع والعشرين من آب/أغسطس 2008 على العاصمة الصينية بكين حيث سيتنافس أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية جاءوا من 205 دولة حول العالم من أجل هدف واحد، وهو الصعود على منصات التتويج ورفع أعلام بلادهم في الحدث الرياضي الأكبر في العالم، الدورة الأولمبية الصيفية التاسعة والعشرين (بكين 2008).
البداية
حصلت العاصمة الصينية على حق استضافة الدورة في عام 2001 خلال المؤتمر الثاني عشر بعد المائة للجنة الأولمبية الدولية، بعد منافسة مع عدة مدن أخرى أبرزها مدينة تورونتو الكندية والعاصمة الفرنسية باريس والعاصمة التركية إسطنبول ومدينة أوساكا اليابانية.
وأصبحت بذلك بكين ثالث عاصمة آسيوية تحصل على شرف تنظيم الأولمبياد الصيفي بعد كل من العاصمة اليابانية طوكيو التي استضافته عام 1964 وسيؤول عاصمة كوريا الجنوبية التي استضافته عام 1988.
وكانت العاصمة الصينية قد سعت في بداية التسعينات لاستضافة الدورة الأولمبية السابعة والعشرين، ولكنها خسرت في التصويت بفارق صوتين فقط عن مدينة سيدني الاسترالية التي استضافت الدورة بنجاح عام 2000.
الملاعب والمنشآت الرياضيةخصصت اللجنة المنظمة 30 ملعباً ومنشأة رياضية لاستضافة منافسات البطولة، أبرزهم ملعب بكين الوطني الذي يعد بمثابة تحفة معمارية بجميع المقاييس، وقد اشترك في تصميمه وبناءه شركة هيرتزوغ أن دي ميرون السويسرية، إحدى أفضل الشركات الهندسية في العالم وأطلق عليه اسم "عش الطير" بسبب شكله الخارجي.
ويقع الملعب داخل المنطقة الأولمبية الخضراء التي أطلق عليها اسم (أولمبيك غرين) والتي ستكون بمثابة القلب النابض لمعظم أحداث الدورة.
تشغل المنطقة الأولمبية الخضراء مساحة تتجاوز الـ 12 كلم مربع في شمال العاصمة الصينية، وبجانب الملعب الوطني الذي سيستضيف رياضتي ألعاب القوى وكرة القدم، تضم المنطقة عدد كبير من الملاعب التي ستستضيف منافسات أخرى مختلفة، أبرزها المركز الوطني للسباحة الذي سيشهد منافسات السباحة والغطس والسباحة المتزامنة، والملعب الوطني المغطى الذي سيستضيف منافسات الجمباز وكرة اليد.
بالإضافة لذلك ستشهد ملاعب المنطقة الخضراء منافسات التنس والهوكي على العشب والمبارزة والخماسي الحديث وكرة الماء والقوس والنشاب.
وبجوار هذه المنطقة ستقام منافسات العديد من الرياضات على ملاعب عديدة داخل العاصمة، معظمها ملاعب خاصة بالجامعات، كما ستقام بعض منافسات الدورة خارج بكين مثل مباريات كرة القدم التي ستستضيفها مدن شنغهاي وشنيانغ وتيانجين وقينهوانغداو، ومنافسات القوارب الشراعية التي ستقام في مدينة قينغداو على سواحل البحر الأصفر، بالإضافة إلى منافسات الفروسية التي ستقام في هونغ كونغ.
شعار الدورة
شعار الدورة هو الختم الصينى (بكين الراقصة)، وهو يعبر عن القسم الذي أقسمته الصين وشعبها البالغ تعداده حوالي 1.3 مليار نسمة نحو الألعاب الأولمبية، وهو بحسب المنظمين يعبر عن تطلعات الشعب الصيني بحضارته العريقة وملامحه العصرية الحديثة إلى الروح الأولمبية، كما يؤكد رغبة مدينة بكين في تحقيق المثل العليا الاولمبية.
تمائم الدورة
"بى بى" و"جينع جينغ" و"هوان هوان" و"ينغ ينغ" و"ني ني"، هذه هي أسماء التمائم الخمسة للدورة وهي عبارة عن دمى صينية جالبة للحظ يطلق عليها اسم (فو وا).
وقد استوحى مصمموها أشكالها وألوانها من الحلقات الأولمبية الخمس، ومن الطبيعة الصينية، كما تعبر كل شخصية من هذه الشخصيات عن رموز معينة مثل بعض الحيوانات المحببة لدى الشعب الصينى وهي السمكة والباندا والظبي التبتي وطائر السنونو، بالإضافة للشعلة المقدسة.
الميداليات
سيتنافس الرياضيون والرياضيات في أولمبياد بكين 2008 على أكثر من 900 ميدالية منهم 302 ميدالية ذهبية، ويبلغ قطر كل ميدالية 70 مليمترا وسمكها 6 مليمترات، وهى تحمل على وجهها الأمامي صورة آلهة النصر اليونانية ذات الجناحين و مدرج يونانى قديم، بينما يحمل وجهها الخلفي شعار الدورة.
الشعلة الأولمبية
يبلغ طول شعلة الدورة الأولمبية التاسعة والعشرين 72 سم ووزنها 985 غراماً فقط، وهي مصنوعة من الألمنيوم، وتصميمها مستوحى من الحضارة الصينية القديمة، كما أنها تستخدم وقوداً يحافظ على البيئة.
تم إيقاد الشعلة الأولمبية في الرابع والعشرين من آذار/مارس 2008 في نفس المكان الذي انطلقت منه الأولمبياد القديمة في العاصمة اليونانية أثينا.
وعادت الشعلة بعد ذلك إلى الصين لتبدأ من هناك جولة حول العالم أطلق عليها اسم (رحلة التناغم)، وقطعت خلالها مسافة تقدر بـ 137 ألف كلم على مدار أكثر من 4 أشهر قبل أن تعود لبكين مرة أخرى في السادس من آب/أغسطس، وهي الرحلة الأطول للشعلة في تاريخ الدورات الأولمبية.
وشملت الجولة زيارة أكثر من 20 دولة منهم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا، بالإضافة إلى دولة عربية واحدة هي سلطنة عمان، كما زارت الشعلة خلال جولتها قمة جبل إيفرست أعلى قمة جبلية في العالم، قبل أن تعود إلى الصين في أوائل شهر أيار/مايو لتبدأ رحلة داخلية زارت فيها كل المدن والمناطق الصينية.